Main Content
قصفت إسرائيل خلال حربها على لبنان عام ٢٠٠٦ سجن الخيام، والذي حوله حزب الله إلى صرح تذكاري. الخيام، النبطية. ٢٠٠٦. (مروان طحطح، مصدر عام)

قصفت إسرائيل خلال حربها على لبنان عام ٢٠٠٦ سجن الخيام، والذي حوله حزب الله إلى صرح تذكاري. الخيام، النبطية. ٢٠٠٦. (مروان طحطح، مصدر عام)

في ذكرى التحرير: استذكار سهى بشارة وعملها المقاوم

المقدمة بقلم سينتيا عيسى و ترجمة ‎عمر ذوابه‎.

عام ١٩٧٨، وفي سن الحادية عشرة، شهدت سهى بشارة حدثًا مصيريًا غيّر حياتها للأبد ودفع بها إلى طريق النضال. ذلك الحدث كان الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان. منذ ذلك الحين، احتلّ الإسرائيليون قريتها دير ميماس، ومضى الكثير من الجنوبيين نازحين هربًا من القنابل والإهانة على أيدي الجيش الصهيوني.

سرعان ما انضمت سهى، المتحدّرة من عائلة يسارية بمعظمها وأب شيوعي أحبّته، إلى اتحاد الشباب الديمقراطي، على الرغم من معارضة البعض لهذا القرار، وأصبحت طالبة ناشطة في فخر الدين، مدرستها المسيّسة بشكل جذري. وفيما حصدت الحرب الأهلية المزيد من الأرواح، تطوعت سهى مغيثة عبر خطوط التماس.

عام ١٩٨٢، ومن منزلها في الشيّاح، مرّت سهى بتجربة محورية أخرى تمثّلت في الاجتياح الإسرائيلي لبيروت. تساقطت على بيروت الغربية مرة أخرى المنشورات، تلك الأوراق المشؤومة التي يرمي بها سلاح الجو الإسرائيلي "بحسن نيّة" قبل لحظات من القصف. ركبت عائلتها في سيارة بيجو صغيرة، وانطلقت نازحة شرقًا.

"مع بداية الثمانينيات، وبعد خمس سنوات من القتال، اتضح لي أمر معين،" قالت سهى، "كان للبنان عدو حقيقي واحد، وقوة محتلة واحدة: دولة إسرائيل." وبهذا انضمت سهى لجناح المقاومة في الحزب الشيوعي.

عام ١٩٨٨، أطلقت سهى النار على العميل الإسرائيلي أنطوان لحد في بيت احتله في مرجعيون. قضت العقد التالي من حياتها أسيرة في الخيام، وهو معتقل للتعذيب أداره جيش لبنان الجنوبي، المليشيا الموالية لإسرائيل التي كان يترأسها لحد.

عام ١٩٩٨، تحررت سهى وصارت أيقونة المقاومة التي حررت الجنوب بعد ٢٢ عامًا من الاحتلال. في ٢٥ أيّار ٢٠٠٠، يوم التحرير، انسحب آخر جندي إسرائيلي من معظم جنوب لبنان وتم تحرير جميع الأسرى. صار الخيام مكانا للذكرى لآلاف من الذين سُجنوا وعُذبوا في غياهب زنزاناته الصغيرة. قصفت إسرائيل الموقع عام ٢٠٠٦، ضمن محاولة مكشوفة لمحو ذاكرة السجن. بعد تحرير جنوب لبنان، سُمح للعديد من العملاء بالفرار مع المشرفين عليهم عبر الحدود اللبنانية-الفلسطينية، بمن فيهم لحد وعامر الفاخوري، جزّار الخيام.

عام ٢٠٠٠، كتبت سهى بشارة مذكراتها بعنوان "مقاوِمة" (باريس: دار جان كلود لاتيز) وتمت ترجمتها ونشرها باللغة العربية (بيروت، دار الساقي، ٢٠٠٢ )، ثم بالإنجليزية (نيويورك: منشورات سوفت سكال، ٢٠٠٣). تصف المذكرات بالتفصيل مشاهد آسرة من طفولتها في دير ميماس، وتفتح وعيها السياسي، والنشاط، والنضال، والأسر في الخيام.


بمناسبة عيد التحرير، نعيد نشر الفصل السابع (بعنوان "التحضير") من النسخة الإنجليزية من المذكرات، لتكريم كل الذين سُجنوا وعانوا وقضوا في الخيام في سبيل التحرير.

ذكراهم الثورية عصيّة على كل محاولات الطمس.

    image/svg+xml

    هل هذه القصة قيّمة برأيكم؟ ساعدونا في الاستمرار لإنتاج القصص التي تهمكم من خلال التبرع اليوم! تضمن مساهمتكم استمرارنا كمصدر مُجدٍ ومستقل وجدير بالثقة للصحافة المعنية بالمصلحة العامة.