المشهد الأخير
تلقينا جميعًا دعوةً واحدة. كلّنا أصحاب العزاء اليوم، تتشابك نظراتنا، نتشبّث بثوانٍ أخيرةٍ من الشكّ، كما لو أنّنا سمعنا الخبر منذ دقائق فقط، ووجدنا أنفسنا مجتمعين نستمع للسيد يطمئننا أنّه بخير، وأنّه انتصر!
أقول لنفسي، لا بد أنّ الله نظر إلينا في تلك اللحظات.
لا بد أن أرواح شهدائنا تعانقنا وتربّت على أكتافنا.
وأنّ أمٌ سمعت ابنها يقول لها أن السيد بخير، معه.
أستعيد خطبة للشيخ راغب حرب يقول فيها: "لا بد من قلوبنا أن تمر بكل جرح…"
أتساءل، ما لها قلوبنا تنبض وقلب الحبيب توقف! ألم تدري؟ ألم تسمع؟ ربما قلوبنا لم تصدق بعد، أجيب نفسي، لذلك لا بد لها أن ترى.
بعد ساعات كانت أطول من الحرب نفسها، نسمع صوته ونرى النعش يمر بيننا، وكأننا حين لمحناه لم نعد نسمع سواه! اختفت كل الجموع وصرنا فردًا واحدًا. حضر اثنين للعزاء فقط… "نحن" وهو!
لن تصدق قلوبنا أبدًا، وكيف تصدق موت حبيبٍ يسكن فيها؟





