المشهد السادس: الصراط
استهداف مبنى قناة الصراط والخوف من الدعاء.
لا تزال الحاجّة والدتي من "مكانها الجديد" الذي تأبى أن تسميه منزلًا، تتابع قناة الصراط. نستيقظ على دعاء الصباح ونغفو على مبارزة صوتية بين المسيّرة من الخارج وصوت الدعاء في الداخل.
كنت أتابع هذه القناة خلال شهر رمضان وأنتظر العد العكسي لموعد الإفطار. أما الآن، فأنتظر سماع دويّ القصف على الضاحية، أحيانًا بعد إعلان العدو وأحيانًا دون ذلك، باتت بيوتنا منشآت حربية يحقّ له تفجيرها!
ومع أول قصف لمؤسسة إعلامية لبنانية، دمّرت طائرات الاحتلال في ٢ تشرين الأول، ٢٠٢٤، مبنى قناة الصراط، وهي قناة دينية ثقافية مقرّها في الضاحية الجنوبية.
أمام هذا الدمار، أسأل: هل تسمعنا المسيّرة كما نسمعها نحن؟ هل تسمع أصوات الدعاء من قناة الصراط؟ من هذا العدو الذي يخاف صوت الدعاء حدّ التدمير؟