المشهد الأول: البيجرات
دأبت فاطمة جمعة المصوِّرة وصانعة الأفلام، ابنة تراب قرية حومين العاملية ومن أهل ضاحية بيروت الجنوبية، على توثيق مراسم تشييع الشهداء في جبل عامل والضاحية طيلة عام من انطلاق جبهة الإسناد لغزة مرورًا بيوميات الحرب على لبنان منذ اتساعها واشتدادها منتصف أيلول الماضي.
فيما يلي، تطلق مصدر عام سلسلة من المذكّرات والشهادات والتوثيقات تصدر تباعًا، حول الحرب الصهيونية القائمة.
ماذا بعد أن نرى؟ ماذا بعد الصورة؟ أسأل نفسي فيما نشهدُ شتاتًا عميقًا لهول ما رأيناه في غزة، ماذا يعقب الرؤية؟ وما الذي يتوجب علينا فعله بعد أن نرى؟ لا أملك إجابة، لكنّني أعلم أنّ من يقتصر عمله على الرؤية، دون سواها، لا بدّ أن يعميه المشهد.
في هجوم هو الأوّل من نوعه في تاريخ الحروب الحديثة، استُشهِد ما لا يقلّ عن ٣٧ شخصًا، وأُصيب أكثر من ثلاثة آلاف آخرين في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، على إثر تفجير العدو الإسرائيليّ لأجهزة اتصال في ما بات يُعرَف بمجزرة البيجر.