Main Content

المشهد الثامن: سماء بيروت

ظننت لوهلةٍ أنّ الغارة الإسرائيلية قد ضربت حواسي كلّها. يرتجف جسدي، فتطبع أصابعي بشكل تلقائي رسائل اطمئنان لكل اسم يمرّ في خاطري. تُصَمّ أذناي لبعض الوقت، ثم يصدح ضجيج العالم دفعة واحدة: الـmk، سيارات الإسعاف، صوت أمي وأقاربي، ثم صمت مدوٍّ… فألوذ بعينيّ إلى السماء.

لم تكن السماء الملجأ الذي عهدته في تلك الليلة، كانت حمراء قانية وكأنّها مشهدٌ خياليّ تحذّرنا من إطالة التحديق وتجبرنا ألوانها القاسية على إعادة النظر في الواقع. لعلّ الساعات التي تلت الغارة كانت الأطول، مرّت بطيئًا ما بين انتشال جثامين الضحايا وإنقاذ الجرحى وإعلان أسماء الشهداء والبحث عن بقايا ذكريات… ريثما ترجع السماء التي تعودنا عليها.

شاحنات فوج الإطفاء في بلدية بيروت تحت سماء الحمراء النارية عقب العدوان الصهيوني الأميركي على منطقة مار الياس. مار الياس، بيروت. ١٧ تشرين الثاني، ٢٠٢٤. (فاطمة جمعة، مصدر عام)
عناصر من فوج الإطفاء والدفاع المدني أمام المتاجر المدمرة والمحترقة نتيجة الغارة الإسرائيلية على مار الياس في العاصمة اللبنانية. مار الياس، بيروت. ١٧ تشرين الثاني، ٢٠٢٤. (فاطمة جمعة، مصدر عام)
ثلاثة عناصر من الدفاع المدني أثناء عملهم على إنقاذ الجرحى وجثامين الشهداء بين المحال والطوابق السكنية المدمرة والمحترقة والمتضررة، ينظرون إلى غيمة حمراء من الدخان الكثيف والنيران ممتدّة. مار الياس، بيروت. ١٧ تشرين الثاني، ٢٠٢٤. (فاطمة جمعة، مصدر عام)
شاحنة فوج الإطفاء في شارع مار الياس التجاري. مار الياس، بيروت. ١٧ تشرين الثاني، ٢٠٢٤. (فاطمة جمعة، مصدر عام)
رجل من فرق الدفاع المدني يتّكئ لهنيهة على سيارة ويلتقط أنفاسه خلال عملية الإنقاذ للجرحى والشهداء في شارع مار الياس عقب الغارة الصهيونية الهمجية. مار الياس، بيروت. ١٧ تشرين الثاني، ٢٠٢٤. (فاطمة جمعة، مصدر عام)

فاطمة صلاح جمعة

فاطمة صلاح جمعة هي مصورة وصانعة أفلام لبنانية.