عودة حمزة إلى الأرض، وعودة أم حمزة الى القرية
كانت تردد اسمه قائلةً:
"
يا إمي هالإسم "حمزة" يا إمي
يا إمي أول إسم بالضيعة سميتك ياه يا إمي
فش حدن مسمّي حمزة يا إمي
أني أول وحدة سميت يا إمي بالصوانة يا إمي"
سبق وتعرفت على أم حمزة، أم الشهيد، في مدرسة نزوح في بيروت. هذه هي المرة الأولى التي أصور أماً أعرفها في تشييع ابنها بعد مضي شهر على استشهاده. كانت تخبرني عن جراحه بعد تفجيرات أجهزة ”البيجر“ وإصراره على الالتحاق بالجبهة، ”كان بيعرف، وقال لي أوعك تبكي يا حجة! زلغطي بتشييعي يا أمي." ثم تزغرد:
"
يا شمع مكة ويا ضو القمر ع الدرب
أويها قديش قلت لكن يا قويين القلب
أويها قتلتوا عدوكم وعلقتوا له مشنقته ع الدرب
… يا امي هيك بدك ياني زلغط؟
هو كان يقلي زلغطي يا إمي…"
بعد أيام من وقف إطلاق النار، زرت أم حمزة لأول مرة في قريتها الصوانة. سألتها عن ابنتها فاطمة، لم أجدها في تشييع أخيها، فقالت لي أن الجنوب يودع اليوم كل أبنائه وصادف أن يتمّ تشييع زوج فاطمة بالتزامن مع أخيها.
خلال التشييع في بلدة الصوانة العاملية، لم تكن ترى أم حمزة سوى ابنها، سوى صورته. أما نحن، وعلى الرغم من فوضى الأصوات، لم نسمع سوى "زلاغيطها" التي يمتزج فيها .




